استغرب كيف تغيرت مقاييس تقييم البشر للآخرين بطريقة سريعة وملزمة ! فوجودنا في العالم الافتراضي كلفنا كثيراً وخفض من وجودنا الواقعي في أعين البعض ، ووجود الهواتف الذكية وطرق التواصل المختلفة على الشبكات الاجتماعية كل هذا جعلنا في دائرة المراقبة عند البعض ، فبعض الحرية الفكرية والشخصية التي قد نحصل عليها في التعبير عن أنفسنا ومشاعرنا وما نحب وما نكره صار محل انتقاد من الآخرين بطريقة (مرَضية) ، العبارات التي قد تُكتب صارت تحمل أبعاداً أخرى ينشىء البعض حولها زوبعة من لاشيء ، وجدلا عقيماً: من تقصد بهذه العبارة؟ ماذا حصل لك لتكتب شيئاً كهذا؟ هل تخاصمت مع فلان وعلان؟ هل حصل شيء في العمل أو البيت ؟ أسئلة متطفلة كالمطر وهكذا الحال مع الصور ، ورسائل الكل(البرودكاست) وفي توتير وفي الفيس بوك والأنستغرام …وهكذا ستظل هذه البيئات الإلكترونية تتوالد وتتطور ..لكن عقول البعض ستظل متحجرة في تفاهات يومية وقضايا على السطح ، وبدلا من أن تكون هذه الأدوات للتواصل الاجتماعي ستصبح للتباعد الاجتماعي ، حتى إنها صارت لدى البعض وسائل للهمز واللمز والتجريح ، والأدهى من ذلك أنها صارت من الأمور التي يُقيّم بها المرء ويثُمن أمام الناس ، ويحكم على شخصيته واهتماماته بناءً عليها …
أتفاجأُ كثيراً حينما يلغى وجود الإنسان الحقيقي وتفاعله الواقعي بين الناس ، فتُقدم الصورة أو العبارة أو الرسالة الإلكترونية على الزيارة والتواصل الإنساني الواقعي ، أتفاجأ حقاً حين أرى الناس وهم يوهنون خيوط تواصلنا الاجتماعي الأسري بهذه الطريقة ..أتفاجأ حين يغضب أحدهم من الآخر لهذه الأسباب ، أو حين يخسر صديقه أو أهله أو أن ينتقص من الآخرين أو أن يُنقص هو من قدر نفسه.
ولن أقف كثيرا في موقف المفاجأة هذا ، وأعلم حقاً أن البعض لا يعيش هذه الدائرة وربما لم يمر عليه أناس كهؤلاء ، أو لعله يترفع عنهم ، وأعلم كذلك أن بعض الناس قد استفاد من هذه الشبكات إيجاباً..لكن ربما لأنني بتُ أتعرض كثيراً لكل هذه الأمور فعافت نفسي السطحية التي يعيشون فيها .
كيف يكون التصرف مع فئة كهذه ، الإهمال ؟ الإنكار؟ التوجيه ؟ إلغاء الخدمات واعتزال هذه البيئات ؟ ما هو رأيكم وماذا ترون؟
دمتم
منقووول